تحسينات عامة
كتاب جمع فيه صاحبه متون الأحاديث، وقام بترتيبها على طريقة كتب الجوامع، مع الحكم عليها بالصحة أو الحسن أو غيرها، فجاء كتابه مشتملا على أحاديث العقائد والعلم والعبادات والمعاملات والآداب والرقائق والفتن والفضائل والمناقب، لكنه يختلف عن الجوامع في خلوه من كتابي التفسير والمغازي .
والخطيب التبريزي رحمه الله صاحب المشكاة كان معجبا بـ المصابيح حتى إنه قال عنه وكان كتاب المصابيح الذي صنفه الإمام محيي السنة وقامع البدعة أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي رفع الله درجته أجمع كتاب صنف في بابه، وأضبط لشوارد الأحاديث وأوابدها .
ولكنه مع إعجابه بالمصابيح رأى أنها بحاجة لاستدراك، فألف مشكاة المصابيح، وقام بتخريج أحاديثه، وذكر اسم الصحابي الراوي للحديث ؛ لأن البغوي لم يكن يذكر ذلك غالبا، وزاد فصلا ثالثا في كل باب. وقد قسم رحمه الله كل باب إلى فصول ثلاثة :
الأول : ما أخرجه الشيخان أو أحدهما .
الثاني : ما أورده غيرهما من الأربعة وأصحاب المسانيد والسنن.
الثالث : ما اشتمل على معنى الباب من أحاديث وإن كانت موقوفة.
يقول التبريزي رحمه الله: وقسمت كل باب غالبا على فصول ثلاثة : أولها ما أخرجه الشيخان , أو أحدهما واكتفيت بهما، وإن اشترك فيه الغير لعلو درجتهما في الرواية، وثانيها ما أورده غيرهما من الأئمة المذكورين , وثالهما ما اشتمل على معنى الباب من ملحقات مناسبة، مع محافظة على الشريطة، وإن كان مأثورا عن السلف والخلف .