أول إطلاق
وقد اشرت في الترجمة العوامل دفعتني إلى ترجمة القاموس، ولعل أهمها التالي:
أن البذاويت-اللغة- وبقدر ملحوظ قد حافظت على قوامها من صوتيات وقاموس وقواعد، إلا أن ذلك لا ينفي المخاطر التي تواجهها والتي تمثلت في أن مستودع هذه الثقافة الوحيد هو صدور الرجال والنساء في البادية وفي أعالي الجبال، وأن هؤلاء يتناقص عددهم مع غروب شمس كل يوم. اضافة الى ذلك ما نلاحظه من واقع هذه الثقافة من ان الذين تحولولوا منهم للعيش في المدن، والذين ولدوا أو نشأوا وترعرعوا في تلك المدن، لم يعودوا يعرفون لغتهم كما يعرفها أهلوهم في مستودعها الطبيعي ذاك؛ وقد خلصت من كل ذلك الى ان وتائر الفاقد في الثقافة الآن تنداح بسرعة وشمول كبيرين.
وقد اشرت هناك الى انه من المعلوم بأن كتابة أي لغة ما هو إلا تواضع واتفاق أهلها على ذلك، وأن العمل مازال في أمس حاجة لأية آراء تصوبه أو تقومه. والى ان هنالك ثمة اختلافات في الطريقة التي كتبنا بها القاموس عما نكون قد اضطلعنا عليه من كتابة لنصوص البذاويت بالحرف العربي إذ نقترح رموزا لبعض الأصوات لم يألفها من قرأ تلك النصوص.
وقد لاحظنا أن النص المترجم لم يغط كل اللغة، ولعل وراء ذلك أغراض كتابة قاموس في ذلك الوقت.
وقد لاحظنا أن الكثير مما أورده القاموس من أسماء وتعبيرات ومفردات لم تعد متداولة بيننا أو أنه قد قل استعمالها الآن، هذا إذا لم تكن قد نسيت. ولا نعتقد كمالا في العمل، ونعتبر أن هذا العمل مدخل جاد وجيد وسانحة تشجع الجميع لرصد قوائم بكلمات البذاويّت التي لم يتم رصدها، كلا حسب مقدرته ومعرفته.
وكما قد وضحت عند الترجمة، فانه من الضروري كتابة مرشد بغرض مساعدة القارئ في قراءة النص ومن ثم استيعاب المادة.