الاصدار الاول لرباعيات عمر الخيام المصورة.
عمر الخيام من أشهر شعراء الفرس على الإطلاق،وقد نال هذا الصيت العظيم بفضل ما كان له من علم وأدب وحكمة،ولقب في حياته بألقاب فخمة،فكان يسمى"حجة الخلق"والإمام والفيلسوف والحكيم،ولقبه غياث الدين وكنيته أبو الفتح،وكلمة الخيام تدل أنها لقب له أو لعائلته،ويقال أن والده كان يصنع الخيام أو يبيعها،والمشهور أنه ولد بنيسابور من بلاد فارس،وهي مدينة عظيمة آهلة برجال العلم والأدب،وفيها الكثير من أئمة العلم والفلاسفة والأطباء،والفقهاء.
ونشأ في عصر الدولة السلجوقية الكبرى أواسط القرن الخامس الهجري،وعاصر السلطان ألب أرسلان،والسلطان ملك شاه،وعهد إليه أمور (الرصد) ومات في سلطنة سنجر سنة526هج.
وقد صرحت التراجم التي دونها المؤرخون،بأن الخيام كان متمتعا بشهرة واسعة في عصره،وقد نال هذا الصيت العظيم بفضل ما كان له من علم وأدب وحكمة،وعرف أنه حاد الطبع،عصبي المزاج،وأن رباعياته المشحونة بشكوكه وأوهامه وآلامه وتخيلاته وصيحاته واشتغاله في حل المشكلات الفلسفية والعلمية،تدلنا على أنه لم يكن متمتعا بمزاج معتدل،وإنما تغلب عليه الغلظة وحدة الطبع.
وكان متعدد المواهب،فهو فطنا ذكي الفوآد،سريع الحافظة،قوي الذاكرة،وقد دلت رباعياته ومؤلفاته،وإطلاعه الواسع في مختلف العلوم والفنون،على عقل راجح،وقريحة نادرة،وعبقرية فذة،وكان متظلعا بالفلسفة والطب وسائر العلوم الشائعة،وفاق لداته،وبز أقرانه وأترابه من معاصريه،ولما شاعت أرائه الفلسفية،وذاعت نظرياته في الحكمة، صدم الناس بهذه الحقائق الناصعة،فوصموه بالزندقة،وطعنوا في عقيدته،وظنوا فيه الظنون.
أذا اعجبك التطبيق قيمنا 5 نجوم لدعمنا على الأستمرار وشكرا