تحسينات عامة
تحدثت هذه المقدمة عن فصل الإيمان عن العمل، مبينة أن أول خلاف في الملة هو الخلاف في مسألة الإيمان، ثم تطورت الشبهة إلى أن أصبحت الأمة في القرون المتأخرة تتبنى الإرجاء عقيدةً ومنهجاً. ثم انتقل الكلام للحديث عن ظاهرة العمل وعلاقتها بالإيمان من خلال تتبع المسيرة التاريخية لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال دراسة النفس الإنسانية ومعرفة طبيعة همها وسعيها، وجرى بعد ذلك عرض حقيقة الإيمان العملية والنظرية كما هي في الكتاب والسنة وعقيدة أهل السنة والجماعة لمعرفة مدى التوافق والتطابق والانسجام، ونقل إجماع علماء أهل السنة على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، مع بيان المقصود من قول السلف أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، وأن بعض السلف قد يعبرون عن المعنى المجمع عليه بينهم ولكن بعبارات مختلفة.
ثم ورد الحديث عن نشأة الإرجاء، والفئات التي كان لها الأثر في نشأة الإرجاء في عصر الفتنة الأولى، مع إثبات براءة الصحابة رضي الله عنهم من الإرجاء ذاتاً وموضوعاً، وبيان أن واقعة صفين وحادثة التحكيم هما المنطلق التاريخي للفتنة الثانية التي تعتبر امتداداً طبيعياً للفتنة الأولى، والتي أنتجت منهجا التشيع والخروج، ومن ثمّ التأكيد على تجلي فطرية الدين الإسلامي وكماله وتوازنه في معالجة غلو الخوارج المهلك وتفريط المرجئة المسرف، والحديث عن المرجئة الأول، وبيان الفرق بينها وبين المرجئة الغلاة ومرجئة الفقهاء الإرجاء العام والذي تحول من بدعة نظرية يدين بها أفراد معدودون إلى ظاهرة عامة تسيطر على الفكر الإسلامي.
ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ:
سفر الحوالي أحد علماء أهل السنة والجماعة في السعودية له حضور إعلامي وثقافي واجتماعي على الصعيد العربي والإسلامي. هو سفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن صالح آل غانم الحوالي من حوالة بن الهنوء بن الأزد القحطانية و التي هي بطن الأنصار الأوس و الخزرج - تقع قبيلة حوالة في جنوب الجزيرة العربية - أشار إليه بعض المفكرين الغربيين في كتاباتهم مثل هانتنجتون الذي كتب "صدام الحضارات" فأشار إلى الحوالي في مقاله الأول، ومن الذين كتبوا عنه دراسات الباحث والخبير الأميركي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "كوردسمان" والذي خصص جزءاً من الدراسات عن السعودية حول كل من سفر الحوالي وسلمان العودة، بالإضافة إلى تقارير من مجموعة الأزمات الدولية التي أشارت إلى الحوالي ودوره السياسي والفكري.