دعاء الافتتاح
قال السيد علي بن طاووس ما نصه: ما نذكره من دعاء الافتتاح وغيره من الدعوات التي تتكرر كل ليلة إلى آخر شهر الفلاح، فمن ذلك: دعاء الافتتاح الذي ذكره محمد بن أبي قرة بإسناده فقال: حدثني أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحسني قال: أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكوني قال: سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي أن يُخرج إلي أدعية شهر رمضان التي كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري يدعو بها، فأخرج إليّ دفتراً مجلّداً بأحمر، فنسخت منه أدعية كثيرة، وكان من جملتها: وتدعو بهذا دعاء الافتتاح في كل ليلة من شهر رمضان، فإن دعاء الافتتاح في هذا الشهر تسمعه الملائكة وتستغفر لصاحبه، وهو: «اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ...» إلى آخر الدعاء. كما أن الشيخ الطوسي أرسله في التهذيب ومصباح المتهجد، قال: وتدعو بهذا دعاء الافتتاح في كل ليلة من شهر رمضان من أول الشهر إلى آخره وهو: «اَللّـهُمَّ اِنّي اَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ...» إلى آخر الدعاء. رواة الحديث هم: محمد بن أبي قرة، ثقة. أبو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحسني، لم يُذكر بمدح ولا قدح. أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكوني، ثقة. أبو بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي، لم يوثّقه بعضهم، ولكن لو تأملنا قليلاً فإن جد هذا الرجل لأبيه السفير الأول عثمان بن سعيد العمري، وعمه السفير الثاني محمد بن عثمان وهو من بيت جليل من بيوت وجها الشيعة وزعمائهم، وقد ترحم عليه السيد ابن طاووس وغيره من الأعاظم، ولعل هذا يشير على وثاقة الرجل وجلالة قدره، خلافاً لما تقدم من عدم التوثيق. محمد بن عثمان بن السعيد، هو السفير الثاني، وهو فوق التوثيق. وبعد تلقي علماء الشيعة على مر العصور لهذا دعاء الافتتاح بالقبول والتبجيل ـ بناءً على أن قاعدة (التسامح في أدلة السنن) شاملة لهذا دعاء الافتتاح بحيث يأتي به الإنسان ويثاب ويؤجر عليه ـ وشهرة دعاء الافتتاح شهرةً كبيرة كافية للعمل به، لم يبق للوقوف مجال كي يُعرض عن العمل بهذا دعاء الافتتاح أو تضعيفه، إذ أنّ عمل الأصحاب ـ على قول كثير من المحققين ـ جابر للضعف.