شرح همزية البوصيري
يُعتبر الشاعرُ البوصيري من أشهر شعراء أواخر القرن السابع الهجري/ الثالث عشر الميلادي، وهو محمد ب نشرح همزية البوصري سعيد الصنهاجي، شرف الدين أبو عبد الله الدلاصي ثم البوصيري المتوفى سنة 695 هـ/ 1295م. ومن أشهر تصانيفه: ذخر المعاد في معارضة بانت سعاد، والقصيدة الهمزية في المدائح النبوية المُسمّاة بأُم القرى، والكواكب الدرية في مدح خير البرية المشهورة بقصيدة البردة أو البُرأة، وله أيضاً الكلمة الطيبة والديمة الصيبة. شرح همزية البوصري
والقصيدة الهمزية للبوصيري نالت اهتمامَ الشعراء والأدباء والباحثين، فأثنوا على قائلها، وقد عبّر عن عظمة الهمزيّة شارحُها الشيخ سُليمان بن عمر بن منصور المعروف بالجَمَل ت 1240 هـ/ 1789م، عبّر عن همزية البوصيري بقوله: قصيدته الهمزيّة المشهورة، العذبة الألفاظ، الجزلة المعاني، النجيبة الأوضاع، العديمة النظير، البديعة التحرير، إذْ لم يُنسجْ على مِنْوالها، ولا وَصَلَ إلى حُسنها وكمالها أَحَدٌ .في شرح همزية البوصري
ولقد أصبحت الهمزيّة من عُمُدِ التراث الإسلامي في تأريخ السيرة النبويةالشريفة، ولذلك نجد استشهاد العلماء والباحثين بأبيات منها، كما هو الحال عند الكتّاني في التراتيب الإداريّة(التراتيب الاداريّة 1/478 و 2/364 و366 و403.) والحلبي في السيرة الحلبية «إنسان العُيُون» والآلوسي في تفسيره (روح المعاني: ج:19/141 و180، وج:26/75).
ول شرح همزية البوصري معارضات شعرية نذكر منها:
همزيّة عبد الرحمن بن العباس الحسيني المغربيّ المالكيّ العراقيّ .
وهمزيّة أحمد بن ناصر بن محمّد بن عبد الحقّ المخلافي الزيديّ (1055 ـ 1116هـ/ 1645م- 1704م).
وقام عبد القادر بن سعيد بن عبد القادر الرافعي الفاروقي الطرابلسي، بتأليف: «نيل المراد في تشطير الهمزيّة وبانت سعاد» وطبع بمطبعة التوفيق ـ بمصر 1315هـ/ 1897م.
وقام بتخميسها محمّد بن اسماعيل بن إبراهيم، شيخ الإسلام العثماني المعروف بابن أبي إسحاق، والمتخلّص في الشعر بأسعد أفندي (1096 ـ 1166هـ/ 1685-1753م).
وقد شرح هذا التخميس مع شرح الهمزية عثمان بن عبد الله الكليمي العرياني المدني، وخمّسها عبد الباقي العمري الفاروقي الموصلي: (1204 ـ 1278هـ/ 1789- 1861م) وطبع تخميسه بمطبعة الشرف، عامَي 1303/ 1885م، و1309هـ/ 1891م، وخمّسها، ومحمّد أمين بن خير الله العمري الموصلي الخطيب .
وكما حظيت همزية البوصيري باهتمام الشعراء الذين شطّروها وخمَّسوها وعارضوها، فقد حظيت أيضاً باهتمام النُّقاد والأدباء واللغويين، فشرحوها وعلقوا عليها الحواشي المفيدة، ومثلما نالت القصيدةُ الهمزية اهتمام الباحثين، فإن شروحها نالت اهتمامَهم أيضاً، فالخيرُ يتبعُ الخيرَ، ومن شروحها التي سارت بمدحها الرُّكبان قديماً وحديثاً: المنح المكّيّة في شرح الهمزيّة المُسمَّى: أفضل القِرى لقُراء أمِّ القُرى، لمؤلفه ابن حجر الهيتمي.
وهذا المؤلِّفُ العلاّمة هو أحمد بن محمد بن محمد بن علي بن حجر الهيتمي؛ شهاب الدين المكي الشافعي، ولد سنة 899 هـ/ 1499م وتوفى سنة 974 هـ/ 1566م، وقد خلّف لنا كُتُباً قيِّمة كثيرة طُبع منها: 14 كتاباً المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع: ج 2/ ص: 158-162.
أما عدد عناوين مؤلفاته المخطوطة المعروفة في فهارس المخطوطات فيبلغ تسعين عُنواناً، ومجموع عناوين مؤلفاته الموجودة والمفقودة يبلغ: 117 عنواناً ومن مؤلفاته الأدبية كتاب المنح المكية في شرح الهمزية الذي يوجد منه أكثر من ثلاثين مخطوطة في مكتبات التراث العربية والعالمية.
ونظراً لأهمية ما كَتَبَهُ ابنُ حجر في المِنح المكّيّة فقد اهتمّ العُلماء بما كَتَبَهُ مثلما اهتمُّوا بالهمزية نفسها بل أكثر، وممّا كُتِبَ حول المِنَحِ المَكّيّة: أنْفَسُ نفائسِ الدُرَر على شَرْحِ الهمزيّة لابن حجر، تأليف محمّد بن سالم الخلوتي (1101 هـ ـ 1181هـ / 1689م – 1767م) وقد طبع هذا شرح الخلوتي على هامش (المنح المكية) في بولاق بمصر سنة 1292هـ/ 1875م،
وممّا كُتب أيضاً؛ كتابُ خير القِرى في شرح أمّ القُرى، تأليف محمّد بن عبد المنعم بن محمّد المصري الشافعي الشهير بالجوجري (821 ـ 889هـ/ 1418 -1484م).
ومما كُتب أيضاً: حاشية على شرح الهمزيّة لابن حجر تأليف عبد البرّ بن عبد القادر الفيّوميّ المصريّ الحنفيّ المفتي بالقدس (ت1017هـ/ 1608م )