نبذة من الرواية :
"أجلس اليوم إلى جوارك، أندب أحلامي الحمقى.. غارقة في حبي لك ولا قدرة لي على انتشال بقايا أحلامي من بين حطامك.."، "أحببتك أكثر مما ينبغي، وأحببتني أقل مما أستحق!"
تبدأ الكاتبة السعودية روايتها بنفس المقطع الذي تنتهي به، لتروي بينهما قصة "جمانة" و"عزيز" التي "لن تنتهي!".
تبوح المرأة بتفاصيل مشاعرها تجاه الرجل الذي تحب، والأهم أنها تحاول التعبير عن حالتها الذهنية في تناقضها الحتمي مع حالة الحب الذي تكنّ. فالشرخ الذي يولّد عذابات جمة لا دواء لها، لا بد قائم بين عقلها وقوة مشاعرها، وعطائها الذي لا حدود له للمحبوب: "كنت على استعداد لأن أصغر فتكبر..لأن أفشل لتنجح، لأن أخبو لتلمع.."، ونوعية حبها الذي لا يقدره بل يتجاهله أو يقوم باستغلاله لصالح أهداف أقل أهمية منه بكثير، وأقل قيمة. "ما زلت لا أدرك، لا أدرك كيف يتلاعب رجل بامرأة تحبه من دون أن يخاف للحظة مما يفعله نحوها!"
في كل مرة و"بعد كل خيبة أمل.. بعد كل محنة وكل نزوة.. كنت أحاول لملمة أجزائي لنفتح مجدداً صفحة بيضاء أخرى.."، لكن "البدايات الجديدة ما هي إلا كذبة".
تستعيد الكاتبة ذكرياتها معه منذ البداية في مقهى خارج الوطن الذي غادرته للدراسة: "الوطن الذي لو لم أغادره لما حدث كل هذا.. أتكون أنت عقابي على مغادرة وطن أحبني!.."، وفكرة العقاب والثواب التي يسخر منها عزيز، تؤمن هي بها: "مؤمنة أنا بيوم الحساب أكثر من أي شيء،" لأنها تأمل عبرها أن ينال عزيز عقابه على ما اقترفه بحقها.
قالت لهما العجوز الهندية غريبة الأطوار، دون سابق معرفة: "هي متعبة منك..منك فقط..وأنت متعب من كل شيء.."، وقالت لها "هيفاء" صديقتها الكويتية التي تتخاصم دائما وعزيز، بأنه لا يستحقها، وتقول جمانة له اليوم "حبي لك كان أعمى يا عزيز..وأن هيفاء رأت فيك ما لم أره.."، رأت الكذب المتسلسل والخيانة والإنكار الذي يشكك الآخر بنفسه وبعقله وإحساسه، وهي صفات تتجاهلها المرأة التي تحب رجلاً يحبها لكنه غير قادر على الالتزام بها. قال لها بصراحة: "اسمعي.. أنا رجل لعوب.. أشرب وأعربد وأعاشر النساء.. لكنني أعود إليك في كل مرة.."، وكانت تتحمل الأذى: "تؤذينني عمداً وكأنك تفرغ في نفسي أحقادك وأوجاعك وأمراضك، تؤذيني عمداً باسم الحبّ..". وهي بالرغم من كل الحقائق والوقائع تعترف: "لم أبكِ بحرقة إلا بسببك ولم أضحك من أعماقي إلا معك.. أليست بمعادلة صعبة..؟ يحلل لها زياد صديقهما المشترك الوضع: "أحببته لدرجة أخافته!.. لم يكن قادراً على ضمك لقائمة نسائه ولم يتمكن من الابتعاد عنك.. أحبك لدرجة أنه كان يخشى عليك من نفسه.. كما كان يخشى منك في الوقت ذاته.."
كيف يلتقيان، وهو يؤمن بأن الغاية تبرر الوسيلة، وهي تؤمن "بأن الوسيلة أحياناً أهم من الغاية!"؟
"قلت لي يوماً بأن حكايات الحبّ الشرقية غالباً ما تنتهي بمأساة. واليوم أعرف بأنك كنت محقاً في هذا.."
تنقل الرواية بصدق عميق ما يدور في أعماق المرأة في حالة حب،ّ من أحاسيس وأفكار وتناقضات، إذ تظن أن الخيار الصعب إلى أقسى مداه يكمن في الحفاظ على مشاعر الحبّ الجياشة واستمرارها، على حساب التنكّر للذات الواعية والمدركة لتلاعب الطرف الآخر بها، لكنها بأي حال، وحتى في حال دفع الحساب، لن تحصل على مبتغاها.